غزوة بدر.. أول نصر للمسلمين على قريش

غزوة بدر
غزوة بدر

تسميتها

كانت غزوة بدر يوم 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة حيث كانت أول نصر للمسلمين على قريش التي تعد من أهم قبائل العرب حينها. وذلك بقيادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام مع 300 من الصحابة. وسميت ب “غزوة بدر” ذلك لأنها وقعت بالقرب من بئر يسمى “بئر بدر” يقع بين مكة والمدينة المنورة.

أسبابها

بدأت غزوة بدر عندما أرسلت قريش قافلة تجارية إلى الشام فيها ألف بعير و ٥٠ ألف دينار ذهبي بقيادة أبي سفيان وهو من كبار تجار قريش. وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القافلة وقرر الخروج إليها ليغنم مافيها من أموال رداً على الأموال التي سلبتها قريش من المهاجرين عند هجرتهم من مكة والتي استخدمتها قريش في تجهيز الجيوش لغزو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

التحضير للغزوة

وقد خرج مع النبي الكريم عددٌ قليل من صحابته الكرام يقدرون ب ٣٠٠ مقاتل أو يزيدون قليلاً. وبعد مسير الجيش بدأ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يرسل العيون لاستكساف ومعرفة موعد وصول قافلة قريش. أما في الجانب المقابل فكانت القافلة بقيادة أبي سفيان قد علمت بمسير جيس المسلمين إليهم فأرسلو يطلبون المدد من مكة فخرج بنجدتهم أبو جهل ومعه ٩٥٠ مقاتل من ضمنهم ٢٠٠ فارس، بينما تمكن أبو سفيان في هذه الأثناء من تغيير طريقه والهرب من جيش المسلمين وأرسل يبلغ جيش قريش والذي قرر العودة إلى مكة لولا أبي جهل الذي رفض العودة وأصر على القتال قائلاً : حتى تعلم العرب أن قريشاً في عزها.

مع اقتراب المعركة ووصول جيش المسلمين إلى الميدان اقترح أحد الصحابة الكرام واسمه الحباب بن منذر رضي الله عنه أن تدفن كل آبار المياه ويترك بئر واحد يكون خلف المسلمين فيشرب المسلمين ويبقى جيش قريش في عطش شديد فأجابه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : أصبت الرأي ، غورو الآبار.

بوصول جيش قريش إلى ساحة القتال أرسلو عيوناً تستطلع وتبحث وتراقب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تجد إلا ٣٠٠ مقاتل فعاد أحد عيونهم وقال ياقريش ليس لديهم مدد ولا يملكون إلا هذه السيوف فقد جاؤوا يمشون إليكم كالأفاعي وجاؤوا يحملون مناياكم على أكتافهم والله لن يموت رجل منهم حتى يقتل منكم كذا وكذا فأرهبهم وساد الصمت في معسكر المشركين.

فاقترح عتبة ابن ربيعة العودة إلا أن أبو جهل تعنت ورفض العودة وقال مستكبراً لقد وصلنا وها أنتم ترون قلة عددهم فإننا نقدر عليهم بعدتنا وعتادنا فبدأ الجيشان يأخذان مواقعهم ويستعدون للقتال لكن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وضع خطة مختلفة للمعركة بعيدة عن أسلوب قريش المعتمد على العشوائية في القتال.

بداية الغزوة

وأشعل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فتيل المعركة بكلمة نارية فدائية فقال: “قومو إلى جنة عرضها السماوات والأرض” فبدأت المعركة وكانت تُفتتح المعارك بمبارزة بين بين أمهر المقاتلين والفرسان فخرج ثلاثة من الصحابة رضي الله عنهم وأمامهم ثلاثة من صناديد قريش فأما فرسان قريش فكانو (عتبة بن ربيعةشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة بن ربيعة ) وأما عن جيش المسلمين فقابلهم ( أبو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب علي بن أبي طالبحمزة بن عبد المطلب ) رضي الله عنهم جميعاً، فكانت غلبةً ساحقةً رضي الله عنهم. أما أبا عبيدة فقد هزم خصمه بعد أن أُصيب إصابةً بالغةً فحملوه وعادوا به إلى جيش المسلمين فسأل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ( يارسول الله هل وفيت ) فرفع الرسول الكريم يده إلى السماء وقال: اللهم إني أُشهدك أن أبا عبيدة بن الحارث قد وفى ثم فاضت روحه إلى السماء وارتقى شهيداً من شهداء غزوة بدر.

تصادم الجيشين

وعند مقتل مبارزي قريش بدأ جيشهم هجوماً عشوائياً على جيش المسلمين وباقترابهم من الصفوف الأولى بدأ الصحابة رضي الله عنهم تنفيذ خطة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تقدم الرماة على المقاتلين بحيث يكون جنود المشركين على مرمى البصر وبدأ رميهم حتى أسقطوا عدداً منهم قتلى وجرحى. ثم انبرى المقاتلون لهم ودرات معركة عنيفة تحطمت بها أسطورة صناديد قريش. واستطاع الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يجهز على قائد جيش قريش أبي جهل مما سبب ضعفاً في معنويات الجنود فكان نصراً كبيراً وغنائم كبيرة بفضل من الله تعالى.

قتل من جيش المشركين ٧٠ وأُسر ٧٠ واستشهد 14 من الصحابة الكرام. ثم جمع قتلى في حفرة ووقف الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يخاطبهم ويقول هل وجدتم ماوعدكم ربكم حقاً فقال الصحابة يارسول الله هل يسمعون وهم موتى فأجابهم ما أنتم بأسمع لي منهمم ولكن لا يجيدون الرد ..