سنتحدث اليوم عن اكتشاف مهم للغاية فمنذ اكتشافه تغيرت البشرية تماماً لكونه دخل في تكوين وتصنيع كل شيء تقريباً ( الألبسة – الأحذية – السيارات – الأثاث وحتى الطائرات ) موضوعنا اليوم هو البلاستيك الصناعي فهو موجود أينما نظرنا من حولنا.
في منتصف القرن التاسع عشر كان العالم الإنكليزي “ألكسندر ماركس” هو الذي اكتشف أول نوع من البلاستيك وكان يسمى “سيلولويد” وكان يستخرج من البوليمار الطبيعي الموجود على جدران الخلايا النباتية وهي مادة يمكن تشكيلها أي نستطيع رسم الشكل الذي نريده بها.
نصل إلى بدايات القرن ال ٢٠ تم اكتشاف شيء يدعى “باكيليت” وهو أول بلاستيك صناعي بنسبة ١٠٠ بالمئة حيث اكتشفه العالم البلجيكي “ليو بيكلاند “ بخلط مادتين مختلفتين عن طريق دمج الفينول والذي يستخدم بالصناعات النفطية مع الفورمالديهايد فأصبح مادة مقاومة للحرارة عازلة للكهرباء ويمكن تشكيلها كما يمكن أن تكون شفافة أو يتم إضافة أي لون ترغب به إليها وهنا كانت انطلاقة الصناعات البلاستيكية مما جعل البشر يستخدمون البلاستيك بديلاً لكثير من المواد الأخرى.
ولكن السبب الرئيسي وراء اعتماد البشر على البلاستيك بشكل كبير هو ثمنه الرخيص مقارنة بالمواد الأخرى. إضافة إلى سهولة تشكيله والعمل به وأخيراً تعدد أشكاله فيوجد منه أنواع كثيرة ومتعددة مايميزها هو خفة وزنها وسهولة تلوينها.
أما أهم صفة في البلاستيك هي أنه مادة متينة للغاية تتحمل ظروف كثيرة وقاسية ولا تتأثر بأية عوامل خارجية ومن شبه المستحيل تحلله بالعوامل الطبيعية. وتعد هذه الصفة من أخطر سلبياته بل هي مصيبة كبرى فالأوساخ البلاستيكية التي يرميها البشر في البر والبحر تعد من أهم المهددات للطبيعة والبيئة.
خطر البلاستيك على الطبيعة
وبالنظر إلى الحل الوحيد الذي نستطيع القيام به للمحافظة على البيئة والطبيعة هو إستخدام إعادة التدوير بحيث نحرص على جمع النفايات البلاستيكية وعدم رميها بشكل عشوائي في البر والبحر لما تسببه من خطر على البيئة والحيوانات والبحث عن أي شيء بلاستيكي تالف وإعادة تدويره.
بينما يقترح بعض العلماء والنشطاء البيئيين إيجاد بديل للبلاستيك نظراً لخطره وصعوبة التخلص منه وبالنظر إلى أكثر شيء مناسب يتم اقتراحه نجد أن الورق والكرتون هو البديل الأنسب للبلاستيك حيث يمكننا استعمال أكياس ورقية وأدوات كرتونية حيث تبقى أسهل في التعامل معها والتخلص منها.
تعتقد البشرية أن إيجاد شيء سهل الاستخدام وبثمن رخيص سيكون جيداً ومريحاً كالبلاستيك وفي نفس الوقت هو من أشد الأشياء خطراً على الكرة الأرضية لذا علينا أن نحافظ على البيئة حتى ننعم بحياة جميلة.
إن النفايات البلاستيكية تتسبب سنوياً بوفاة ملايين الحيوانات المائية. فخلال رحلات السياحة والإستجمام يرمى الناس الأوساخ من أكياس وقارورات وصحون بلاستيكية مما ينعكس سلباً على سلامة الحيوانات نظراً لما تحتويه من مواد كيميائية خطرة أما على البر فنجد أن أكياس البلاستيك تبقى فترات طويلة جداً قبل أن تتحلل.