أسطورة مثلث برمودا: ما وراء اختفاء الطائرات والسفن

أسطورة مثلث برمودا

أسطورة مثلث برمودا: ما وراء اختفاء الطائرات والسفن

يثير الحديث عن مثلث برمودا الرعب في قلوب السامعين، وذلك بسبب الغموض الذي يحيط بهذا الاسم ويسيطر على تفكير البشر. حيث اختلفت الروايات حول هذا الظاهرة واعتبره الإنسان لغزاً محيراً. ولا يزال هناك أمل في معرفة حقيقة هذا اللغز وعلاقته بالأرواح والشياطين.

يُعرف مثلث برمودا منذ القدم كخرافة. ولكنه تحوّل في العصر الحديث إلى حقيقة يسعى الإنسان جاهداً لاكتشاف سرها، مستخدماً جميع أجهزة الرصد والتكنولوجيا. وقد أصبحت هذه الظاهرة سراً مفضلاً لمنتجي الأفلام، خاصة أفلام الكوارث، بسبب ما ورد عنها من حوادث اختفاء الطائرات والسفن والبواخر التي تمر بالقرب منها. ويُطلق على مثلث برمودا أيضاً اسم “مثلث الشيطان”، وجاءت هذه التسمية بسبب اختفاء الطائرات المفاجئ عند مرورها بالقرب منها.

وبالرغم من انتشار العديد من النظريات والتفسيرات حول هذه الظاهرة، إلا أنه لم يتم إيجاد تفسير شامل ومقنع لها حتى الآن. وما زالت تحظى بجدل واسع في الأوساط العلمية والأكاديمية. وبغض النظر عن ذلك، فإن مثلث برمودا يعتبر تحدياً للإنسانية في محاولتها فهم الأسرار الغامضة والغريبة لعالمنا.

ما هو موقع مثلث برمودا؟

يقع مثلث برمودا في المحيط الأطلسي، جنوب شرق ولاية فلوريدا الأمريكية. ولتحديد موقعه بدقة، يقع مثلث برمودا في منطقة برمودا، التي تقع على الخط الواصل بين ولاية فلوريدا وولاية بورتوريكو. أي في الجزء الواقع بين الأمريكتين. ويقع المثلث بكامله في المحيط الأطلسي، ويضم حوالي 300 جزيرة، ولكن لا يعيش الناس إلا على ثلاث جزر منها.

أسطورة مثلث برمودا

في بداية أسطورة مثلث برمودا، سُجّلت أول ملاحظة عنها في عهد كريستوفر كولومبوس. وقتها، عندما اكتشف الأمريكيتين، لاحظ كولومبوس حدوث اضطراب في حركة البوصلة عند مرورها بالقرب من منطقة المثلث. وهذا يدل على أنها تتعرض لمجالات مغناطيسية تؤثر على عملها. ومنذ ذلك الحين وحتى العصر الحديث، توالت الأحداث التي تتعلق بالمثلث الغامض. مثل اختفاء السفن التي تمر من تلك المنطقة واختفاء الطائرات، وبدأت الأخبار تتناقل حولها. ولم يتم العثور على أي ناجٍ من تلك الحوادث، بالإضافة إلى أنه لم يعرف مصير أي من المختفين.

موقع نقطة الاختفاء

تم تعيين نقطة الاختفاء شمال غرب المحيط الأطلسي. وتعرف هذه النقطة باسم بحر سارجاسو الهادئ الذي يكاد يخلو من حركة الرياح والتيارات الهوائية. ولقد أُطلِق عليه هذا الاسم بسبب ما تعرض له الملاحون من أهوال ومشاهد مرعبة خلال رحلاتهم في هذه المنطقة. وقد نفذت الكثير من الرحلات الاستكشافية بهدف استكشاف هذه المنطقة البحرية المرعبة وكشف أسرارها. وقد تم العثور على العديد من القوارب والغواصات والسفن التي ترقد في أعماق البحر. بالإضافة إلى العثور على العديد من هياكل البشر المتعلقة ببحارة وركاب السفن الغارقة في ظروف غامضة. ويُعرف هذا البحر أيضًا باسم “بحر الرعب” أو “مقبرة الأطلنطي”.

بِداية ظاهرة الاختفاء

ظهرت ظاهرة الاختفاء لأول مرة رسمياً في عام 1850م، حيث اختفت في ذلك الوقت أكثر من 50 سفينة، وغالبيتها كانت تابعة للولايات المتحدة الأمريكية. وقباطنة هذه السفن قد أرسلوا رسائل ونداءات مليئة بالغموض وغير مفهومة حتى اليوم.

حوادث الإختفاء البارزة

السفينة “روزالي”: اختفت في مثلث برمودا ثم ظهرت بعد عدة أشهر خارج المنطقة بحالة جيدة. ففي ذلك الوقت، كانت السفن تختفي بشكل غامض في المنطقة الواقعة بين برمودا وفلوريدا وبورتوريكو، وكانت هذه الظاهرة محل جدل كبير في العالم. ولكن بعد اختفاء السفينة “روزالي”، تم العثور عليها خارج المنطقة وهي في حالة جيدة، حيث كانت أشرعتها مرفوعة ولم يتسرب الماء إليها، وكانت أمتعة الركاب سليمة. لكن كان هناك عصفور كناري كان يتضور جوعًا على متن السفينة. بالطبع، لا يزال هناك الكثير من التساؤلات حول ما حدث للسفينة ولكنها لا تزال قصة شيقة تثير الفضول لدى الكثيرين.

السّرب 19: كان السِّرب 19 يتألف من خمسة طيَّارين وخمسة مُساعدين ذوي خبرة عالية. وكان المُلازم تشارلز تيلور قائد السّرب، يقودهم نحو حطام سفينة لِشحن البضائِع يطفو على سطح المحيط. وفيما كانوا ينتظرون رسالة من السرب 19 لتحديد ميناء الوصول، تلقت القاعدة رسالة من القائد تفيد بأن السّرب يواجه حالة طوارئ، حيث كانوا خارج خط السير ولم يتمكنوا من رؤية الأرض أو تحديد موقعهم، وأضاف القائد بأنه يعتقد أنهم فقدوا في الفضاء، حيث كان كل شيء غريب ومشوّش تمامًا، ولم يتمكن من تحديد أي اتجاه، وحتى المحيط أمامهم بدا في وضع غريب ولم يستطع تحديده. وبعد هذه الرسالة، انقطع الاتصال تمامًا بين القاعدة والسّرب 19.

طائرة “ستار تايجر”: تعرضت طائرة “ستار تايجر” الأمريكية للإختفاء خلال رحلتها التي أقلعت من البرتغال وكانت تقل 25 راكبًا، وذلك أثناء مرورها بمنطقة مثلث برمودا الغامضة. توقف البث عن الطائرة بعد دخولها هذه المنطقة، وقامت الحكومة البريطانية بالبحث عنها لمدة 21 يومًا دون العثور على أي أثر لها.

السفينة “ماري سيليست”: تم العثور على السفينة “ماري سيليست” في عام 1872 بعد اختفائها في منطقة مثلث برمودا، وكانت في حالة جيدة، ولكن المثير للرعب هو أنها تم العثور عليها مهجورة. تم العثور على السفينة بواسطة السفينة “داي غريتا”، ويتم الترويج للفكرة أن فناجين القهوة كانت مملوءة بالقهوة، مما يشير إلى أن البحر كان هادئًا تمامًا في ذلك الوقت.

كارول أ.ديرينغ: في عام 1921م، اختفت سفينة “كارول أ.ديرينغ” وعلى متنها 5 صواريخ. وبعد مدة تم العثور عليها وأشرعتها مفتوحة. ووُجد على الموقد وجبة طعام، إضافة إلى قطتين على قيد الحياة.

التفسير العلمي لأسطورة مثلث برمودا

يتردد كثيرون في الحديث عن ظاهرة أسطورة مثلث برمودا، التي تتمثل في اختفاء السُّفن والطَّائِرات في المنطقة المحيطة بها. وقد تم تقديم عدة نظريات لشرح هذه الظاهرة الغامضة، حيث يعتقد البعض أنها ترجع إلى ظهور الأطباق الطّائِرة، فيما يعتقد البعض الآخر أنها مرتبطة بحدوث الزّلازل.

ويشار أيضًا إلى أن هُناك نظريَّة تفسر اختفاء السُّفن والطَّائِرات في مثلث برمودا عن طريق الجَذْب المغناطيسي. ففي هذه النظرية، يؤثر قوة الجذب في تلك المنطقة على الطّائرات والسُّفن، وقد تؤدي إلى اختفائها.

تشير الأدلة العلمية إلى أن غاز الميثان هو السبب الأكثر إقناعًا لاختفاء السفن والطائرات في مثلث برمودا. ووفقًا لتقرير نشر في مجلة العلوم والمستقبل، اكتشف العلماء والباحثون وجود منطقة في روسيا تحتوي على شقوق عديدة في الأرض، وتنفتح هذه الشقوق فجأة وتطلق كميات كبيرة من غاز الميثان عندما تنفتح، مما يؤدي إلى حدوث حفر ضخمة. ويرجح الباحثون أن انبعاث الغاز هو السبب وراء حوادث مثلث برمودا.

أُجرِيَت الدراسات في القطب الشمالي، بدعم من الوكالة الفدرالية لإدارة الموارد الطبيعية تحت الأرض في روسيا، وتوصل المشرف الرئيسي على الدراسة التي نُشرت في مجلة البحث الجيوفيزيائي إلى أن فقاعات غاز الميثان والرغوة تتوسع حتى تغطي مساحة قطرها ألف متر، وترتفع خمسة إلى تسعة أمتار من قاع المحيط قبل أن تنفجر. ويمنع هذا الانفجار السفن من الحركة، مما يؤدي إلى سقوطها بشكل عمودي إلى القاع.

بالنسبة للطائرات فيعود سقوطها بشكل رئيسي إلى وجود غاز الميثان الذي يتميز بأنّ وزنه أخف من وزن الهواء، وبتواجده بكثافة عالية، يؤدي ذلك إلى سرعة ارتفاعه إلى ارتفاعات بعيدة جداً في الجو. وبما أنّ ذلك يؤثّر على محرّكات الطائرات، فإنّه يحدث خللاً في العملية الطيرانية، ممّا يؤدي في النهاية إلى سقوط الطائرة.

ويجب الإشارة إلى أنّ انفجارات غاز الميثان يحدث بشكل مفاجئ، ولا يمكن للسفن والطائرات المارّة في المنطقة القريبة من ناحية الانفجار أن تفلت تأثيره، ممّا يعرّضها للخطر.

بشكل عام، يشير التفسير العلمي إلى أن غاز الميثان هو السبب وراء اختفاء السفن والطائرات في مثلث برمودا، على الرغم من أن هذا التفسير لا يزال يثير الكثير من الجدل والاهتمام.