التبريد قديماً.. كيف حافظ أسلافنا على برودة الطعام والشراب؟

طرق التبريد قديماً

التبريد قديماً.. كيف حافظ أسلافنا على برودة الطعام والشراب دون استخدام الثلاجات؟

الثلاجات بالشكل الذي نعرفه اليوم لم تكن قد اخترعت قبل القرن الـ 19، ولم يكن استخدامها شائعاً بين الناس كما هو الحال اليوم. ومع ذلك، فقد استطاع أسلافنا تبريد الخضر والفواكه والعصائر بطرق مبتكرة وفريدة.

فما هي طرق التبريد قديماً لحفظ الأطعمة والمشروبات باردة خلال شهور الصيف الحارقة؟

مخازن الثلج عند المزارعين القدماء

لاحظ المزارعون القدماء أن البرودة الكامنة في الماء المتجمد تساعد في تبريد الخضر والفواكه، وتبقيها طازجة، وتحميها من التعفن. وبما أن درجة تجمد الخضر والفواكه عادة ما تكون أقل من درجة تجمد الماء، فقد كانوا يضعون قدورًا كبيرة من الثلج أو الماء البارد القريب من درجة التجمد في مخازن الخضر والفواكه لتبريدها.

مثال عليها اختراع يسمى “اليخشال”. في الأسفل فيديو يوضح كيفية عمل اليخشال:

يخشال فارسي

فيديو: اليخشال اختراع ايراني لتبريد الثلج والاحتفاظ به

ثلج وجليد من الطبيعة

ووفقا لكتاب “التبريد في التراث العلمي العربي”، فإن العموريين والآشوريين كانوا أول من استعمل هذه الطريقة وكان هذا الثلج ينقل ويباع في الصيف. وكان المصريون القدامى يضعون الماء على صواني ضحلة مصنوعة من مواد مسامية على قطع من القش، ويتركونها عرضة للرياح في الليل لكي يبرد الماء، وأحيانا كانت تتشكل

حفظ التفاح طرياً بارداً في العراق

كانت لدى العراقيين طريقة مميزة لحفظ التفاح طريا وباردا أثناء الصيف الحار، فقد كانوا يجهزون التفاح الصلب وينظفونه ويجففونه، ثم يرتب في برميل مع وضع نخالة خشبية بين الصفوف، لمنع تلامس حبات التفاح، ثم يغلق البرميل بإحكام، ويحفظ في مكان بارد.

كما كانوا يصنعون سلاسل من نبات البردي والسمار، لحماية الفواكه من التلف وتعزيز تهوية الحبات.

الكؤوس الرخامية في بلاد ما بين النهرين

صنعت في حضارات بلاد ما بين النهرين (الجزء الأكبر من دولة العراق وأماكن صغيرة من تركيا وسوريا) كؤوس رخامية لتقديم المشروبات، إذ كانت مادة الرخام تساعد على الاحتفاظ بأقصى درجة برودة ممكنة للمشروبات.

ويرجح مؤرخون أن أصل استهلاك المشروبات الباردة طوال العام وفي مختلف فصول السنة، يعود إلى حضارات ما بين النهرين، ومن أشهرها حضارة سومر وبابل وأشور وكلدان فقد كانت المشروبات الباردة تعد ذات خصائص علاجية عند تلك الحضارات.

غرف تحت الأرض في الصين

كان الصينيون القدامى يجمعون الجليد ويخزنونه بعناية في غرف تحت الأرض، وكان ذلك يساعد في تبريد المشروبات والحفاظ على الأطعمة.

التبريد بالتبخير في المناطق الفارسية

طور الفرس طريقة التبريد بالتبخير، وذلك باستخدام قباب “اليا خجال” منذ القرن الرابع الميلادي، إذ كانوا يحفرون حفرة توضع فوقها قبة مصنوعة من مواد عازلة للحرارة، ليحفظ فيها الثلج، وكانوا يضعون إلى جانبه الأطعمة لإبقائها باردة.

سراديب الرومان

كان الرومان يحفرون سراديب تحت الأرض أو في الجبال على هيئة الكهوف، ثم يجلبون الثلوج من جبال الألب القريبة وتبقى في هذه السراديب أشهرا أو أعواما.

وفقا لكتاب التبريد في التراث العلمي العربي”، فقد كان الرومان يخزنون الثلج لمدة ثلاث سنوات كاملة، وكانوا يستخدمونه أيضا لتبريد الأطعمة والمشروبات.

التبريد عند العرب والمسلمين

تشير بعض المصادر إلى أن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان يحمل الثلج في أسفاره، وينقله من جبال العراق الشمالية إلى الحجاز.

كما نقل كتاب التبريد في التراث العلمي العربي” عن الرحالة المصري عبد الباسط خليل، أن في الأندلس نوعا خاصا من التراب الأحمر تصنع منه “الكيزان”، وهي أوان فخاري لها آذان، وتتميز برقتها ودقة صنعها، وكانت تستخدم في تبريد الماء.

وكان الخليفة الأموي في الأندلس عبد الرحمن الثالث، يقدم الفواكه والعصائر الباردة في أكواب زجاجية مملوءة بالثلج المكسر، وكانت هذه ضيافة غير معروفة في أوروبا آنذاك.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*