أهمية اكتشاف النار والزراعة والكتابة
سنتحدث اليوم عن اكتشافات أساسية غيرت حياة البشر، وبالذات في فترة بداية حياة البشر على كوكب الأرض.
النار والزراعة والكتابة، هل تتوقعون أننا نستطيع العيش بدونهم؟؟
النار
ممكن أن تقول أن النار ليست اكتشافاً حالها كحال الماء. هنا سنقف قليلاً! هناك فرقٌ شاسع بين الماء والنار فالماء شيءٌ موجود نستطيع رؤيته في البحار والأنهار والمحيطات، أما النار فهي اكتشاف الإنسان لتفاعل معيّن يستطيع من خلاله انتاج النار.
وممكن أن تقول أيضاً أن النار مثلها مثل الماء فعلى سبيل المثال اللافا أي الحمم البركانية أليست ناراً!! وهي شيء موجود أيضاً!!فنقول لك أن الماء تستطيع أن تذهب للنهر وتشربه أما اللافا فهي صخور مصهورة، فمن يستطيع أن يقترب منها ويطهو الطعام على سبيل المثال!
كثير من العلماء صنفوا النار أنها من أهم الاكتشافات في التاريخ. فالنار لا شك أن الله عز وجل قد أوجدها ونحن نعرف هذا المسمى “النار” من القرآن الكريم. فكل هذه الاكشافات هي أشياء موجودة والبشر يقومون بالبحث والتجارب لاكتشافها. وللتفريق بين الاكتشاف والاختراع فعلى سبيل المثال الولاعة اختراع أما النار فهي اكتشاف.
ماذا استفاد البشر في بدايتهم من النار؟
استفادوا منها لتدفئة أنفهسم وطهي الطعام وللإنارة في الليل والأماكن المظلمة. تخيل معي عزيزي القارئ أن الحياة في ذاك الزمن قبل اكتشاف النار كيف ستكون؟ ظلام، برد، طعام نيء، لذلك صُنفت النار من أهم الاكتشافات في التاريخ.
الزراعة
الناس قديماً كانوا يتناولون الفاكهة ولكن من أشجار ونباتات موجودة في الطبيعة. لكن هناك شخصُ ما أكل ثمرة وقام برمي البذور على الأرض وبعد مدة من الزمن بدأت الشجرة بالنمو فاكتشف طريقة الزراعة.
وبعد ذلك قام البشر بتطوير الزراعة وأصبحت علماً كبيراً في عالمنا اليوم ومن أكبر أنواع التجارة. فكم سيكون سعر التفاحة أو الموزة لولا تطوير أساليب الزراعة عبر الزمن. فلو لم نكن نعلم كيفية الزراعة وأساليبها لنفدت الفاكهة والخضروات وأصبحت نادرة جداً.
الكتابة
الكتابة اكتشاف عظيم ومن أعظم الاكتشافات عبر التاريخ. بسبب الكتابة بُنيت حضارات بأكملها وازدهرت وفهمنا تاريخ حضارات كانت قد اندثرت كل هذا من خلال كتاباتها التي بقيت وقمنا بتفسيرها.
أهمية الكتابة
من شدة أهمية الكتابة كانوا قديماً يكتبون على الصخور كالفراعنة وغيرهم حيث كانوا يعلمون بأهميتها. فلو لم يكن هناك كتابة من الطبيعي عدم تواجد الكهرباء والبترول على سبيل المثال لأن كل اكشتاف قام البشر باكتشافه تم تسجيله. فالإنسان يكتب ليفيد نفسه ومن بعده من البشر.
لأجل هذا هناك الكثير من الحضارات اندثرت وغابت واختفت لأنها أهملت الكتابة أو من الممكن أن يكون الموضوع عبارة عن أنانية، أي أنهم لم يريدوا نقل المعلومات التي لديهم لمن بعدهم أو أنهم يريدون مقابل مادي لكتابة هذه المعلومات. وهناك احتمالية بأنه يوجد اكتشافات عظيمة لم تصل إلينا لأنهم لم يقومو بتدوينها.
وهنا نجد أكبر فرق بين البشر وبين الحيوانات فالبشر يتناقلون المعرفة بالكتابة. ولكن! هل تعلم أنه يوجد حيوان يقوم بنقل المعرفة؟
نعم فهو الدولفين، فعلى سبيل المثال قم بتعيلم دولفينة أم حركات بعد فترة سيتعلم ولدها هذه الحركات. ولكن لو لم يكن الدولفين الصغير مع أمه لن يتعلم الحركات لأنه لا يوجد كتابة بالطبع. فالبشر يأخذون المعرفة ويقومون بالتجديد والإضافة فالدولفين يتسحيل أن يفعل نفس الأمر.
فتخيل أن القردة تستطيع تناقل المعلومات وتدوينها وتطويرها؟ ماذا سيحدث؟
في ختام هذا المقال، نجد أن اكتشاف النار والزراعة والكتابة يمثلون ثلاثة أركان أساسية في تطور الإنسان وتقدمه على مر العصور. بدايةً من اكتشاف النار الذي ساهم في تحسين ظروف الحياة وتطوير الثقافة البشرية، وصولاً إلى فهم أهمية الزراعة في تأمين الطعام وتحقيق التمدن الزراعي، وانتهاءً بتقنية الكتابة التي فتحت أفقاً جديداً لانتقال المعرفة وتوثيق التاريخ.